{ آلوحي آلإلهي وآثآرهـ التربوية ~






















إن وسيلة الإنسان إلى العلم
السماوي هي وحي السماء
المُنـزَّل
على عدد من الرسل والأنبياء، والذي تَجمَّع واكتمل وحفظ في الرسالة
الخاتمة المتمثلة في القرآن
الكريم وفي سنة الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم. وقد
تعهد ربنا تبارك وتعالى بحفظهما، فحُفظا حفظًا كاملاً في نفس لغة
الوحي بهما (اللغة
العربية)
على مدى الأربعة عشر قرنا الماضية، وتعهّد تعالى بهذا الحفظ تعهدا مطلقا
حتى يبقيا حجة على الناس
كافة إلى قيام الساعة، وهنا يتضح فضل حامل القرآن
الكريم..



وعلى ذلك فإيمان الإنسان
برسالة

السماء هو ضرورة من
ضرورات علمه، بل من ضرورات وجوده؛


أ- فهو من
ضرورات علمه لأن العلم الذي لا يستطيع أن يجيب على
تساؤلات أساسية في حياة الإنسان -مثل من هو؟ من
الذي خلَقه وأرسله إلى هذه الحياة؟
وما هي
رسالته فيها؟ وكيف يمكن له أن يحقق تلك الرسالة على الوجه الأمثل؟ وما مصيره
بعد هذه الحياة؟- هو علم
ناقص حتى ولو وصل بالإنسان على القمر، وجاب به في الفضاء،
وفجَّر له أسرار الذرة، وسخَّر له مختلف طاقاتها.

بـ- والإيمان
بوحي السماء هو من ضرورات وجود الإنسان لأنه لا يستطيع أن يضع لنفسه
نظامًا شاملاً كاملاً
ينظم حياته وعلاقاته أفرادًا وجماعات، ودولاً وأممًا،
ومجتمعًا إنسانيًّا واحدًا على أساس من الحق
والعدل، دون ميل شخصي، أو هوى نفسي
مهما
أوتي الإنسان من أسباب الذكاء والفطنة؛ وذلك لأن الإنسان لا يستطيع أن يحدد
تفاصيل رسالته في هذه
الحياة، ولا أن يدرك مصيره من بعدها بعقله منفردًا. ومن هنا
كانت ضرورة رسالة السماء ليهتدي بهديها الإنسان
في القضايا التي لا يستطيع أن يصل
فيها
بجهده إلى أية تصورات صحيحة. ولذلك بعث الله الرسل والأنبياء بدينه الحق،
وطالب الناس بالإيمان
بهذا الدين الحق وإقامة حكم الله في الأرض على أساس
منه..



وآخر الرسالات السماوية
هي رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي
جعله الله تعالى خاتم الأنبياء والمرسلين، وجعل أعظم
معجزاته

القرآن الكريم، وتعهد بحفظه
فبقي سليمًا من الضياع ومن التحريف والتبديل. ومن هنا
فإن التربية في الإسلام تقوم على أساس من القرآن وهديه، وتعاليم
رسولنا الكريم
وسنته،
وربط ذلك بواقع الأمة في كل زمان ومكان، ومن أجدر بذلك من حامل
القرآن!

وعلى ذلك فإن اهتمام السلف
الصالح من المسلمين بتحفيظ أبنائهم وبناتهم
القرآن الكريم في سن مبكرة كان عملاً أساسيًّا في تربيتهم، به تكونت
عقيدتهم

وأخلاقهم، وانضبط سلوكهم
ومعاملاتهم، وعمُق إيمانهم وصلتهم بخالقهم، وزاد فهمهم
لرسالتهم، وسادوا الدنيا بهذا الفهم وملَؤوها علمًا وعدلاً ورحمة
وإنسانية، وبه
تمكّنوا
من لغتهم، وحفظوا رسالة ربهم، ولا يزال ذلك هو الأسلوب الأمثل في تربية
المسلم على الرغم من
الاعتراضات التي وُجِّهت -ولا تزال توجه من أعداء الإسلام
وأبواقهم- إلى ذلك النهج في تربية الصغار..



وذلك لأن حفظ القرآن الكريم في سن
مبكرة تتميز فيها الذاكرة بصفائها هي عملية سهلة ميسرة
. والقرآن
-بالإضافة إلى كونه ذخيرة علمية ودينية ولغوية وتربوية وأخلاقية وسلوكية
- هامّة لحامله حتى ولو لم يعِ ذلك وعيا كاملا في
سن مبكرة، فإنه ينمو -بالقطع- مع
نموه
العقلي والجسدي، ويبقى ذخيرة له في دنياه كما هو ذخيرة له في آخرته
. فالتربويّون اليوم يجمعون على أن للمفردات
والتراكيب الجميلة التي يحفظها الطفل في
صغره صلة كبرى بنمو الطفل العقلي والفكري،
والأخلاقي والسلوكي بنموّ قدراته على
البيان..



وهل هناك أبلغ من بيان الله في القرآن الكريم؟؟










0 Responses